تصوير كواليس الأفلام .. تجارة ناجحة أم مجرد موضة ؟
حتى وقت قريب لم يكن أحد من المنتجين يهتم بتصوير كواليس الافلام لكنها مؤخرا اصبحت تجارة رابحة يهتم بها كل منتج بعد ان بدأت الفضائيات تطلب شراءها باسعار عالية، ويشترط المنتجون الآن في عقودهم مع النجوم تصوير الكواليس والتصرف فيها بالشكل الذي يرونه إلا ان هذه التجارة وبقدر ما تحقق من ارباح للمنتجين بقدر ما تثير من أزمات ومشاكل، بل ويرى البعض انها قد تؤدي احيانا لتراجع ايرادات الافلام، فما هي اسرار تلك الموضة الجديدة ؟ وما هي ابرز مشاكلها؟
فالمنتج محمد العدل الذي أول من بادر فكرة في تصوير كواليس افلامهم وبيعها للفضائيات يرى إن الميزانيات الضخمة للافلام الان، هي التي تفرض على المنتج التفكير في كل الوسائل الممكنة لتغطية تكاليف الانتاج. ومن بين هذه الوسائل تصوير الكواليس وبيعها للفضائيات وهي مهمة يكون لها احيانا فريق عمل خاص بها واحيانا اخرى يتولاها مخرج الفيلم نفسه.
وفي كل الاحوال يحق لي كمنتج التصرف في نسخة الكواليس بالشكل الذي اراه وهي موضة الان في مصر لكنها أيضا موجودة في السينما الاميركية منذ سنوات طويلة. وليس عيبا على الاطلاق ان استفيد كمنتج من كل لحظة في فيلمي حتى لو كانت تلك اللحظات بعيدة عن الكاميرا،اما المخرج سعيد حامد .
فيقول: زمان كان النجوم يعتبرون الكواليس امرا خاصا بهم ويمنعون الاقتراب منها او تصويرها لكن الآن تحمل الكواليس احيانا كثيرة مواقف طريفة. تكون في النهاية مادة جذابة للجمهور الذي يحب أن يعرف ماذا يدور بين فريق الفيلم بعيدا عن الكاميرا، وكلما كانت الكواليس طبيعية كلما كانت اكثر جاذبية لكن للاسف معظم النجوم الآن عندما ينتبهون الى الكاميرا. التي تصورهم في الكواليس يتصنعون تلقائيتهم ويبدون وكأنهم يمثلون فيلماً آخر فتفقد الكواليس الكثير من جاذبيتها.
شرط الذكاء
ويؤكد النجم محمد هنيدى انه لا يمانع ابدا في تصوير كواليس افلامه لان نسخة الكواليس تكون فيها ذكريات جميلة لفريق العمل بشرط ان يتم تصويرها بذكاء حتى لا تحرق احداث الفيلم وتضر ايراداته، خاصة وان الفضائيات تعرض الكواليس في الوقت نفسه الذي يعرض الفيلم في الصالات، ومن المهم ايضا الا تكون نسخة الكواليس طويلة حتى لا يشعر الجمهور بالملل منها وتقل رغبته في مشاهدة الفيلم.
وعلى الرغم من ان بيع كواليس الافلام اصبحت تجارة مربحة للنجوم الا انها تسبب مشاكل احيانا فكواليس فيلم «ابو علي» مثلا والتي عرضتها قناة روتانا الفضائية كانت فيها مشاهد دعابات بين منى زكي وكريم عبد العزيز جعلت البعض يردد انها تسببت في مشاكل بين منى وزوجها احمد حلمى، فأضطرت منى ان تنفي الخبر، وتعتبره شائعات ليس الا. مع انها كانت على طول نسخة الكواليس.
الدعاية والثقة
اما المخرج احمد نادر جلال والذى تولى مهمة اخراج كواليس فيلمه «ابو علي» فيؤكد ان تلك النسخ او ما يعرف سينمائيا باسم «الميكنج» مهمة جدا في تسويق الافلام واصبحت احد اساليب الدعاية التي لا غني عنها للمنتجين، خاصة الذين يكلفون افلامهم الملايين كما ان تصوير الكواليس يكشف ايضا مدى الجهد الذي يبذله فريق العمل، خاصة وان البعض يظن ان تصويرفيلم سينمائي امرسهل مع ان تصوير اي فيلم الآن قد ينطوي على مخاطر ومغامرات وصعوبات لا يعرفها الجمهور الا من خلال نسخ «الميكنج».
اتفاق
ويختلف الموزع السينمائي محمد حسن رمزي مع المخرج احمد نادر جلال، ويقلول انه من الافضل ان يقوم بتصوير الكواليس مخرج آخر يكون متفرغا تماما لهذه المهمة. حتى لا يفوته شيئا مهما، لانه كلما كانت الكواليس مثيرة وطريفة كلما زاد هذا من سعرها عند البيع .
وعن ابرز المشاكل التي يسببها تصوير الكواليس، يقول محمد حسن رمزي: معظم المشاكل تتلخص في بعض اللقطات التي ربما لا تعجب احد نجوم الفيلم، او يراها غير مناسبة للتصوير وبعض النجوم الآن يشترطون الموافقة، على نسخة الميكنج قبل عرضها في الفضائيات كما ان بعض نسخ الميكنج تضر بالفيلم اكثر مما تفيده إذا كان تصويرها ضعيفا.
ولا يحمل عنصري المفاجأة والابهار، ومن الافضل دائما ان يكون هناك اتفاق بين المنتج والنجوم من جهة وبينه وبين الفضائيات من جهة اخرى بحيث تعرض تلك الفضائيات الكواليس بعد عرض الفيلم سينمائيا بوقت مناسب وبالتالي لا تؤثر اطلاقا على ايراداته.